"سي بي آي إنسايتس" في حوار مع علاء الجيوسي، نائب الرئيس الأول للمنتجات والقطاعات، مجموعة الخدمات المصرفية للأفراد في البنك التجاري الدولي حول إحداث نقلة نوعية في التخصيص
في ضوء تطور مشهد القطاع المصرفي بوتيرة متسارعة، تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز للابتكار والتقدم التكنولوجي، حيث يقود البنك التجاري الدولي الطريق كأول بنك في دولة الإمارات يطلق موقعاً له في عالم الميتافيرس. ولعل أبرز أوجه هذه التقدم التكنولوجي هو دمج الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة في الأنظمة المصرفية، مما يزود المستهلكين الأفراد بمنتجات وخدمات شخصية مصممة حسب الطلب. ونتطلع قدماً إلى استكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة في تحقيق نقلة نوعية في القطاع المصرفي، وتعزيز تجارب المستهلك، ودفع عجلة الشمول المالي.
تعزيز رؤى المستهلك: تزوّد تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة البنوك بفرص غير مسبوقة لجمع وتحليل كميات هائلة من بيانات المستهلك. ومن خلال تفحّص سجلات المعاملات، وأنماط الإنفاق، والسلوك المالي، يمكن للبنوك الحصول على رؤى قيّمة حول تفضيلات المستهلكين ومتطلباتهم، حيث يمكّن هذا الفهم العميق البنوك من ابتكار منتجات وخدمات مالية مخصصة، مما يضمن تجربة مستهلك هادفة وأكثر موضوعية.
توصيات بمنتجات مصممة حسب الطلب: بفضل قوة خوارزميات الذكاء الاصطناعي، يمكن للبنوك تسخير رؤى المستهلكين لتقديم توصيات بمنتجات مصممة حسب الطلب، وقد تتضمن هذه التوصيات محافظ استثمارية مخصصة، أو خطط ادخار مخصصة، أو خيارات قروض مناسبة بناءً على الأهداف المالية الفردية والاستعداد للمخاطرة. كما يمكن للبنوك الارتقاء برضا العملاء، وحفز مشاركاتهم، وتعزيز علاقات طويلة الأمد معهم من خلال مقترحات مخصصة.
تحسين تقييم المخاطر والكشف عن الاحتيال: يمكّن الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة البنوك من تعزيز نماذج تقييم المخاطر من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة ودقة، إذ تستطيع هذه التقنيات تحديد الأنماط، والكشف عن الأنشطة المشبوهة، وتقييم الأهلية الائتمانية بصورة فعالة، مما يتيح للبنوك اتخاذ قرارات إقراض مدروسة. علاوةً على ذلك، يمكن لخوارزميات الكشف عن الاحتيال المدعومة بالذكاء الاصطناعي التعرف بسرعة على الأنشطة المشبوهة، مما يمنع الخسائر المالية المحتملة للبنوك والمستهلكين على حدٍ سواء. ويضمن هذا المستوى المتقدم من تقييم المخاطر واكتشاف الاحتيال أمن حسابات المستهلكين ويعزز الثقة العامة في النظام المصرفي.
كفاءة خدمة ودعم المستهلك: تعمل روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والمساعدين الافتراضيين على إحداث تحول جذري في خدمة المستهلك في القطاع المصرفي في دولة الإمارات. ويمكن لهذه الأنظمة الذكية التعامل مع الاستفسارات الروتينية وتوفير الدعم في الوقت الفعلي وتوجيه العملاء خلال مختلف العمليات المصرفية، إذ تستطيع روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي فهم استفسارات العملاء والرد عليها بالاعتماد على المعالجة اللغوية الطبيعية، مما يوفر مساعدة فورية على مدار الساعة. وتسهم هذه الكفاءة المعززة في خفض أوقات انتظار المستهلكين، وتحسين إمكانية الوصول إلى الخدمة، وتعزيز التجربة المصرفية الشاملة للأفراد في دولة الإمارات.
دفع عجلة الشمول المالي
يتّسم الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة بالقدرة على سد فجوة الشمول المالي في دولة الإمارات من خلال تمكين البنوك من تقديم خدماتها إلى الشرائح السكانية التي كانت تعاني سابقاً من نقص الخدمات. فغالباً ما تعتمد النماذج المصرفية التقليدية على معايير أهلية صارمة، مما يشكل عائقاً أمام الأفراد ذوي التاريخ الائتماني المحدود أو مصادر الدخل غير التقليدية للوصول إلى الخدمات المالية. ولكن من خلال الاستفادة من مصادر البيانات البديلة والخوارزميات المتقدمة، تستطيع تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة تحليل وتقييم الأهلية الائتمانية بعيداً عن المقاييس التقليدية، مما يفتح آفاقاً للارتقاء بالشمول المالي ويزوّد طيفاً واسعاً من المستهلكين بالوصول إلى المنتجات والخدمات المصرفية المصممة خصيصاً لتلبية متطلباتهم.
التحديات التنظيمية والاعتبارات الأخلاقية:
على الرغم من المزايا الهائلة المحتملة للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في القطاع المصرفي، إلا أنه من الضروري معالجة التحديات التنظيمية والاعتبارات الأخلاقية. وستضمن اللوائح التنظيمية الاستخدام المسؤول لبيانات المستهلك، والحفاظ على معايير الخصوصية والأمان، وإنشاء أطر عمل شفافة لخوارزميات اتخاذ القرار. ويجب على البنوك إعطاء الأولوية لممارسات الذكاء الاصطناعي الأخلاقية، بما فيها الإنصاف والمساءلة والشفافية، لبناء الثقة مع المستهلكين والحفاظ عليها.
وبما أن القطاع المصرفي مؤهل لاغتنام الإمكانات الهائلة لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة، نؤمن بضرورة عمل البنوك على تحقيق التوازن، ولا يزال جوهر تركيزنا في البنك التجاري الدولي يتمحور حول "اللمسة الإنسانية". وفي مشهد العالم الرقمي المتسارع، يعد البنك التجاري الدولي شهادةً على رؤية قوامها دعم التكنولوجيا للعنصر البشري في خدمة المستهلكين دون أن تحتل مكانه، مما يضمن حصول عملائنا على الخدمة الأفضل.
يدرك البنك التجاري الدولي ويتبنّى المزايا التي يقدمها الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة إلى خدمة العملاء، ونعي أن التكنولوجيا وحدها لا يمكن أن تحل محل قيمة التفاعل البشري بشكل كامل. ويتفهم البنك أن العملاء غالباً ما يبحثون عن الدعم البشري، لا سيما في الحالات المالية المعقدة أو محطات الحياة الهامة. ويتمتع ممثلو خدمة العملاء المتمرسون في البنك التجاري الدولي بخلفية غنية من الخبرة والتفهم والتقدير، وهي صفات أساسية لبناء الثقة وتزويد العملاء بالتطمينات، كما أنهم مجهزون للتعامل مع الظروف الخاصة، وتقديم المشورة والإرشاد والحلول المصممة خصيصاً للتفوق على قدرات الأنظمة المؤتمنة.
ويولي البنك التجاري الدولي أهمية كبيرة لمواصلة تدريب وتطوير فريق خدمة العملاء، حيث يتم إعداد الموظفين لتوجيه العملاء عبر المشهد المالي الرقمي المتطور من خلال مواكبة توجهات القطاع والتقدم التكنولوجي. وتم تصميم برامج التدريب لتعزيز مهارات التعامل الشخصي، والتفهم، وقدرات حلّ المشكلات، مما يتيح للموظفين تقديم اللمسة الإنسانية التي تميز برنامج البنك التجاري الدولي عن المنافسين.
إخلاء مسؤولية: تحتوي هذه الوثيقة على آراء ومعلومات مقدمة من البنك التجاري الدولي وهي مخصصة لأغراض تعريفية فقط ولا تمثل مشورة مالية، أو استثمارية، أو ضريبية، أو قانونية. ويتم توفير المعلومات "كما هي" دون تقديم أي نوع من الضمان صريحاً كان أو ضمنياً. ويحتفظ البنك التجاري الدولي بالحق في إجراء التصحيحات والتغييرات على الوثيقة في كافة الأوقات ودون تقديم أي إشعار مسبق. ولا يضمن البنك التجاري الدولي دقة أو اكتمال المعلومات، حيث تنطوي جميع الاستثمارات على مخاطر كبيرة، لذلك يجب على القراء استشارة المهنيين المؤهلين قبل اتخاذ أي قرار مالي أو استثماري أو ضريبي أو قانوني. ويمثل استخدامك لهذه الوثيقة والمعلومات التي تتضمنها موافقتك على هذه الشروط.
من داخل دولة الإمارات العربية المتحدة
600 544440
من خارج دولة الإمارات العربية المتحدة
+971 4 5039000
معاودة الإتصال
طلب معاودة الإتصالVisit CBI offices
CBI Headquarters - DubaiCBI Sharjah Office